القراءة غذاء العقل والروح

تكمن مُتعة القراءة، في كونها مهرباً مجدياً ونافعاً من عالمنا الذي نعيش فيه، ومدخلًا إلى عالمٍ آخر في نفس الوقت، وكما قال الكاتب أحمد خالد توفيق في روايته يوتوبيا:

القراءة بالنسبة لي نوع رخيص من المخدرات، لا أفعل بها شيئاً سوى الغياب عن الوعي، في الماضي -تصور هذا- كانوا يقرؤون من أجل إكتساب الوعي.

أن تكتسب الوعي أو تغيب عنه أو تقوم بصنع مزيج من الاثنين من خلال قراءتك، فهذا أمر يخصك وحدك، ولكن دعنا نتفق أنّ الشيء المهم بخصوص القراءة هو أنّه كلما قرأنا أكثر، كلما أصبحنا أشخاصاً أفضل في الواقع، وهذا بالتأكيد بعود لنوعية الكتب المقروءة.

بالفعل كلّنا نعلم أنّ النشوة التي يشعر بها القارئ منّا، عندما يقرأ كتابًا جيدًا، لهو شيءٌ لن يُدركه أولئك الذين لا يقرؤون، أو الذين يتملكّهم الملل سريعاً فيهجروا القراءة.
لذا فقرّرنا أن نُقدّم نصائح تُساعدك على زيادة معدّل قراءتك، حتى تُصبح في النهاية ليست عادة يومية فحسب، وإنما عادة مُحببة تنتظر أن يحين وقتها بشغف.

اعرف لماذا تقرأ:

في البداية يجب أن تسأل نفسك، لماذا تودّ أن تقرأ؟ ما الذي يجعل القراءة مهمّة لك؟ إجابتك على هذه الأسئلة، ستكون الدافع لك كي تبدأ في عملية تحويل القراءة المُتقطّعة إلى عادة يومية أساسية في حياتك.

حاول ان تقرأ يومياً:

لن تُصبح القراءة عادة ما لم تفعلها يومياً، على الأقل لمدة واحد وعشرون يوماً، وحتى تفعل ذلك يجب أن تُخصّص وقتاً مُعيناً للقراءة، بداية من عشر دقائق وحتى الوقت الذي تُريده، لا تهم مدّة القراءة قدر ما يُهم الالتزام بهذه النقطة، أخبر نفسك الآن بأنّك لا بد وأن تقرأ كل يومٍ مهما حدث، وحدّد وقتاً للقراءة، أو عدد صفحات تبعاً لقدراتك ونوعية الكتاب.

قلّل الوقت الضائع، واجعله وقتاً للقراءة:

من الضروري أن تُقلّل من الوقت الذي تُخصصه للأشياء الأخرى غير المهمة في يومك، حتى تُفسح وقتاً مُناسباً للقراءة، فمثلاً: وسائل التوصل الاجتماعي باتت تلتهم ساعاتٍ كثيرة لا فائدة منها من اليوم، فيُمكنك أن تُقلّص من وقتها أيضاً، لتضيفه للوقت المُخصص للقراءة.

ضع كتابًا أمامك طول الوقت:

لا بد وأن تضع كتاباً أمامك دائماً في الغرفة التي تجلس فيها، على مكتبك أو بجانب فراشك، حتى يسهل عليك أن تلتقطه في أي وقتٍ تشعر فيه بالملل، وفور الانتهاء منه، عليك أن تضع كتاباً آخر مكانه. دع عيناك تعتاد على أنّ الكتب أصبحت جزءاً من حياتك، وأيضاً بإمكانك وضع كتاب في حقيبتك لتقضي أوقات الانتظار الضائعة في صحبته، أو بإمكانك تنزيل كتاب الكتروني على هاتفك النقّال.

اختر من أصدقائك رفيقاً للكتب:

لا بد وأن يكون في حياتك شخصاً واحداً على الأقل، تتشارك معه حب الكتب، كي تتحادثا سوياً عن الكتب التي تودّان قراءتها، أو من أجل أن تتناقشا في الكتب التي انتهيتما من قراءتها بالفعل. ذلك الصديق سيكون رفيق القراءة الذي سيربطك بالقراءة أكثر وأكثر.

استخدم لوحة تتبّع للقراءة:

بعض الأشخاص قد يُفيدهم استخدام آداة بسيطة كلوحة مكتوبة بخط اليد، أو ورقة مطبوعة من خلال الانترنت، يتم عن طريقها عملية التتبّع اليومي للقراءة، عن طريق تسجيل عدد الصفحات التي قمت بقراءتها، وكم من الوقت استغرقته في القراءة مثلًا، أو ممكن وضع قائمة الكتب التي قرأتها كل سنة أو كل شهر ومع الوقت ستلاحظ تحسن في نوعية الكتب المقروءة.

استخدم الكتب الصوتية:

إنّها تقنية رائعة حقاً، فُيمكنك أن تستمع إلى الكتاب الذي تختاره وأنت تقود سيارتك مثلًا، أو في حال كانت عينك مُجهدة ويصعب عليك القراءة، وهي وسيلة فعّالة جدًا للقراءة، وهي مناسبة جدًا أيضًا للأشخاص الذين لديهم ذاكرة سمعية جيدة.

اجمع معلومات عن الكتاب أولًا:

إياك أن يغرك الغلاف والعنوان! لذلك لابد من القيام بالبحث قليلًا عن الكتاب الذي تودّ قراءته قبل أن تقرأه، حتى تتأكّد من أنّه سيروقك، بدلًا من إهدار الوقت في قراءة كتاب ممل أو غير مفيد. يُمكنك أن تبحث عن مراجعات ذلك الكتاب في المواقع المختلفة من قبل النقّاد أو القرّاء عامة، والذين من خلال رأيهم ستكوّن انطباعًا ما عن الكتاب، يُمكّنك من معرفة هل هو من نوعية الكتب المفضلة لك أم لا.

اقرأ أكثر من كتاب في نفس الوقت:

بإمكانك قراءة كتابين أو أكثر في آنِ واحد، ممكن كتاب ورقي وآخر الكتروني، أو كتاب فلسلفي والآخر تنمية بشرية، لابد من التنويع في القراءة حتى لا ندع للملل ثغراً يتسلل منه إلينا.

استخدم مواقع مُتخصصة:

هناك بعض المواقع المتخصصة التي تُحفزّك على عادة القراءة أكثر، أشهرها Goodreads، وعن طريقها يُمكنك اختيار الكتب التي تودّ قرائتها لاحقًا، لتظهر على شكل قائمة يُمكنك الإضافة إليها في أي وقت، كما يُمكنك أن تعرف نصائح ورأي أصدقائك في الكثير من الكتب التي قرأوها، ويُمكنك أن تدوّن اسم الكتاب الذي تقرأه حاليًا، وتُسجل عدد الصفحات التي تقوم بقرائتها بشكل دوري، حتى أنّه يمكنك تحديد موعد يُلزمك بأن تُنهي الكتاب فيه، في خلال الفترة التي تقوم بتحديدها أنت وفقًا لظروفك. هذا النوع من الالتزام يُحفزّك كي تنهي الكتاب الذي تقرأه، حتى لا تتخطى الوقت المسموح لذلك.

التحق بمشروع صناعة القرّاء " أصبوحة 180 ": 

أصبوحة هي مشروع عربي شبابي، يدرك أهمية القراءة في صناعة الأجيال و يتخذ من القراءة بداية لانشاء الأمة تماماً كما يأتي الصباح ليبدأ يوماً بعد طول ظلام.. هدفه أن يُبلغ عن رسول الله آية، فاختار أول آية " اقرأ باسم ربك الذي خلق " وجعلها منهجاً عملياً..
هو فريق تطوعي يؤمن بأن التعاضد في المشاريع البسيطة يعطي نتائج كبيرة، يقدم الكثير من الخدمات المجانية منها صنع قارئ ملتزم، ومتابعته يومياً وتحفيزه سواء كان طفلاً أو شاباً، وتدريبه على كتابة تلخيص صغير مما قرأه يُدعى " أطروحة "، وتقديم العديد من النشاطات المختلفة...
في العام السابق قد بلغ عدد الأشخاص المنضمين إلى المجتمع الأصبوحي ما يقارب الثلاثون ألف سفيراً من خمسين دولة عربية وغيرها، وجميعم تحت شعار " لأن القراءة ضرورة وليست هواية ". 
يمكنكم التواصل معهم من خلال الفيسبوك للانضمام لهذا المشروع الرائع : أصبوحة 180

دوّن بينما تقرأ:

ربما يكون الأمر ممتعاً أكثر إن قمت بتدوين تعليقك على ما تقرأ، أو أفكارك أثناء القراءة، وذلك إمّا في هاتفك النقال، أو على الورق اللاصق الملوّن الذي يمكنك أن تلصقه على صفحة الكتاب، فهذا الشيء يربطك بالقراءة أكثر، ويُحفزّك على التفاعل مع ما تقرأ، أو بإمكانك تخصيص دفتر لأفكارك وكلماتك التي خرجت بها بعد القراءة وتدوين بعض الاقتباسات.

اجعل الأمر مُمتعاً:

هيئ نفسك لتصنع وقتاً سعيداً من وقت القراءة، مثلاً كجلوسك في مكانك المفضل.. أعدّ مشروبك الذي تُحبّه، اجعل المكان والإضاءة مريحان قدر الإمكان، ابتعد عن الضجيج والمؤثرات التي قد تُشتّتك..
أخيراً ستجد أنّ هذا الوقت هو أروع وقت في اليوم كله ..